تكثر أسباب التوتر والقلق أثناء النوم في حياة المراهقات، رغم حداثة أعمارهن وقلة تعرضهن للهموم الحياتية والمشكلات المؤرقة، وعادة ما يكثر التعرض للتوتر والقلق في فترات الامتحانات، أو عند الانشغال بأمور شخصية تتعلق بالمستقبل أو بالعلاقات اليومية والاحتكاك المباشر مع زميلات الدراسة.
يزداد التوتر بإهمال علاجه وينعكس تدريجيا على طبيعة التعاملات اليومية للمراهقة، وتبدو عليها علامات الإجهاد، ويقل تحصيلها الدراسي، وقد تلجأ إلى الانعزال عن زميلاتها بسبب عدم قدرتها على التركيز أثناء التحدث معهن.
ورغم كثرة الحديث عن إمكانية التحكم في الأحلام أثناء النوم وضمان التمتع بأحلام سعيدة ونوم هادئ، لا يوجد ما يكفي من الدراسات العملية يؤكد هذا الأمر ويبرهن عليه. ولكن خرجت مؤخرا دراسة اهتمت بهذا الأمر بنتائج أيدت هذا الرأي، ما دفع الكثيرين لإعادة النظر في تلك المسألة بعد أن أكدتها نتائج بحث علمي دقيق.
بينت تلك الدراسة أن استنشاق رائحة الزهور قبل النوم يؤثر بشكل إيجابي على المراهقة، حيث يساعدها على رؤية أحلام سعيدة والتمتع بفترة نوم هادئة، وعلى عكس ذلك، تصاب المراهقة بتقلبات وبعدم ارتياح أثناء النوم إذا ما استنشقت رائحة عفنة كرائحة البيض الفاسد.
ما أثبتته الدراسة هو أن القلق والتوتر أثناء النوم من الممكن علاجهما بالروائح الزكية، وهذا ما يؤكد صحة استخدام الأعشاب والزيوت طيبة الرائحة في علاج الأرق، كما كان الحال في الماضي، ولكن ما كان ينقص هو الدليل الذي تؤيده الدراسة العلمية الدقيقة.
يميل الباحثون حاليا إلى الأعشاب والزيوت الطبيعية كبدائل للمهدئات عند الإصابة بالقلق والتوتر وعدم القدرة على النوم بهدوء، وتبين بالتجربة أن نشر الروائح الطيبة في غرف النوم يمنح النائم فرصة أفضل للنوم بهدوء ولفترات أطول وبعمق أكثر، وهذا يدفع الباحثين لإعادة النظر في وصف المهدئات والمسكنات لمن يصيبهم الأرق أثناء النوم، ومع ذلك لا تفيد تلك الروائح العطرة في حالات الإصابة بأمراض مزمنة أو عند التعرض للإصابة في الجسد، حيث لا تغني عن المسكنات، وإن كان لها بعض التأثير في إشعار المريض بالهدوء والارتياح النفسي.
وهناك عدة طرق لاستنشاق الروائح الطيبة أثناء النوم، من بينها إمكانية التمتع برائحة الزيوت الطبيعية برش قطرات منها على الوسادة، ثم الاستنشاق أثناء التقلب، وهذا يعطي المراهقة فرصة رائعة للنوم بسلام ودون التعرض لأي أزمات أو توتر.
لا تغني العطور الصناعية عن الروائح الطبيعية، ولا يمكن أن تستبدل بها، فهي تحتوي على مواد كيميائية غير محببة للأنف قد تشعر المراهقة ببعض النفور، وهو تأثير سلبي غير مرجو. ومن تلك الطرق أيضا وضع الأعشاب الطبيعية الطيبة الرائحة على الوسادة، وهي كفيلة بإدخال السرور إلى قلب المراهقة وبإشعارها بالارتياح والهدوء.
حُسن اختيار العطر أيضا من الأمور الهامة، فليس كل رائحة تشعر المراهقة بالهدوء والسكينة أثناء النوم، فرائحة الليمون مثلا لها تأثير سلبي وغير محبب، وقد تشعر المراهقة بمزيد من التوتر، أما رائحة الياسمين والفل والورود الطبيعية فهي الأكثر قدرة بين جميع الروائح على إشعار النائم بالراحة والاطمئنان.
تبين الدراسة والتجربة أيضا أن فاعلية استنشاق العطور تتقلص أثناء النوم، حيث تتوقف حاسة الشم عند النائم فلا يميز الروائح، والدليل أن النائم لا يستيقظ عند نشوب حريق في المنـزل بسبب رائحة الدخان.
ستشعرك التجربة بمدى فاعلية تلك الطريقة الجديدة وغير التقليدية في إشعارك بالراحة والهدوء أثناء النوم، فبدلا من الحبوب المهدئة استخدمي بعض المعطرات الطبيعية وتعرفي بنفسك على الفرق.