مشوار حياة الموسيقار رياض السنباطي
في بيئة فنية موسيقية وفي جو من الطرب العربي الأصيل لمع نجم تألق بسرعة البرق في سماء الفن واحتل مكانة بارزة في أجواء الموسيقى العربية الأصيلة وبرز في العزف على العود وهيمن على أعلى المستويات في ميدان التلحين هو الأستاذ رياض السنباطي صاحب الصوت الرخيم والعود الصادح واللحن المميز وليست هذه المزايا الفنية بغريبة على رياض لقد تغلغل الفن في بيته ومسكنه إذ كان أبوه مطربا لامعا وعوادا قديرا فولدت في رياض الموهبة الأولى وفي معهد الموسيقى العربية صقل هذه الموهبة واكتسبت بريقا لامعا فكانت موهبته بين الفطرة والاكتساب .ولد الموسيقار رياض السنباطي في مدينة المنصورة ونشأ برعاية والد موسيقي فنان حيث أخذ الولد عن أبيه بعض المبادئ الموسيقية ولما اشتد ساعد الولد أرسله أبوه إلى المدرسة لتلقي المبادئ الأولية من التعليم ولكنه لم يكمل المرحلة بل انضم تحت لواء أبيه فعلمه العزف على العود وأصول الغناء فشارك والده العمل كمطرب على تخته في مسارح المنصورة فأطرب جماهيرها بجمال صوته وفتن سامعيه ببراعة أدائه .نشأ نشأة فنية أصيلة وبدأت تظهر عبقريته فراح يقلد المرحوم محمد القصبجي في ألحانه وغنائه وكان رياض معجبا بألحان القصبجي مفتونا بها لقد رددها وتغنى بها كثيرا وحفظها حفظا متقنا وبعد أن تزود بالمعرفة الموسيقية بدأ يتصل بالمطربين والمطربات في القاهرة ويلحن لهم الألحان الرائعة وأصبحت ألحانه على كل لسان وشفة وأصبحت ألحانه تعادل ألحان محمد القصبجي وتألق نجمه وبرزت شهرته فاستدعته مطربة الشرق أم كلثوم ليزودها بألحانه وفنه فلحن لها أروع القصائد و أبدع الطقاطيق . كان لنهجه التلحيني طابع خاص مميز وأصبح مطلوبا لدرجة أنه أجبر المطربة العملاقة أم كلثوم و لفترة طويلة من الزمن على الاقتصار على غناء ألحانه . لحن الكثير من الملحنين لأم كلثوم ولكن ألحان رياض ما زال لها طابعها وميزتها أن القصائد الطويلة أمثال "نهج البردة" كان رياض أول من بدأ بتلحينها لأم كلثوم وبالطبع جاء صوت أم كلثوم لهذه الألحان كالتكملة للعقد وكالبريق للآلئ و أصبح أخيرا الملحن الممتاز لصوت مطربة الشرق .سار في بداية أمره على نهج مدرسة محمد القصبجي ولكنه و في منتصف الطريق طور أسلوبه الخاص المحكم الجمل المعتمد على الجملة الشرقية الرصينة ذات القفلة الكاملة . ولكن هذا الأسلوب على ما يبدو بدا يعاني من قليل من النمطية أواخر أيامه حيث بدأ يكرر جمله الموسيقية القديمة لألحانه الحديثة . لعب هذا العملاق دوره الفني الكامل في الموسيقى انه موهبة السماء لهؤلاء السعداء لان هذه الموهبة هي التي تفيض عليهم بنعمة الشهرة والمال ولا يمكننا أن نتركها كما يقول البعض للحظ فالحظ يمكن أن يكون إذ كان الإنسان خاليا من الموهبة أما مع الموهبة الأصيلة فيمكننا أن نعيد القول بأنها موهبة السماء لهؤلاء السعداء . يعد الموسيقار رياض من أفضل وأنظف عازفي العود والمغنين في العالم العربي . . . وجملته الموسيقية مميزة ولها خصوصية . . مما أهله ليكون مبرزا في التقاسيم وحتى في الجل اللحنية ضمن أغانيه . مثل فيلما واحد مع المطربة الممثلة هدى سلطان . . . وأبدع في ألحان الفيلم بأغانيه وأغاني هدى سلطان . لحن للكثيرين من أساطين الطرب . . وأهمهم أم كلثوم - صالح عبد الحي - ليلى مراد - أسمهان - سعاد محمد - هدى سلطان - وردة - وغيرهم الكثير الكثير .
أنقرعلي الصورة لتكبيرها