خلصت دراسة أميركية جديدة إلى أن هناك سببا جديدا للإقلاع عن عادة تناول المشروبات الغازية (الصودا), وأطعمة الوجبات السريعة بشكل عام.
فقد تبين أن هذه الأطعمة والمشروبات تحتوي على مستويات عالية من مادة الفوسفات لإضافة مزيد من الفوران والجاذبية للمشروبات الغازية والأطعمة المجهزة للاستهلاك السريع، بأكثر مما كان يُتصَوّر سابقا، بحسب خدمة يوريكأليرت (خدمة مجانية للاتحاد الأميركي لتقدم العلوم).
ووجد الباحثون أن المستويات العالية من الفوسفات تسرّع بظهور علامات الشيخوخة، وأن هذه المستويات المرتفعة قد تزيد من انتشار وشدة المضاعفات المرضية المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل مرض الكلى المزمن وتكلس (تصلب) أنسجة القلب والأوعية الدموية. ويمكنها كذلك أن تستحث ضمورا شديدا في الجلد والعضلات.
ونشرت الدراسة في دورية مجلة اتحاد الجمعيات الأميركية للبيولوجية التجريبية بعنوان "الدليل الغذائي والوراثي على أن سُميّة الفوسفات تسرّع بشيخوخة الثدييات".
وقال محمد شوكت رزّاق أحد مُؤلفَيْ الدراسة والباحث في قسم الطب والعدوى والمناعة بكلية طب أسنان جامعة هارفرد، إن البشر بحاجة إلى نظام غذائي صحي، وإن السيطرة على مستويات الفوسفات في الغذاء أمر هام لتحقيق حياة صحية طيبة وطول العمر.
ثلاث مجموعات:
وقام رزاق وزميله أونيشي بالنظر في تأثيرات مستويات الفوسفات العالية على ثلاث مجموعات من فئران التجارب:
وكانت المجموعة الأولى من الفئران معدلة وراثيا بحيث تفتقد المورّث (الجين) المسمى كلوثو، الذي يسبب غيابه وصول الفوسفات لمستويات سُميّة في أجسام الفئران. وقد عاشت هذه المجموعة ما بين 8 و15 أسبوعا.
أما المجموعة الثانية من الفئران فقد افتقدت بجانب جين كلوثو، جينا ثانيا هو (NaPi2a)، الذي يسبب -لدى غيابه في ذات الوقت مع الجين الأول- انخفاضا ملموسا في كمية الفوسفات بأجسامها، وعاشت فئران هذه المجموعة حتى 20 أسبوعا.
وكانت فئران المجموعة الثالثة كالمجموعة الثانية، تفتقد كلا الجينين كلوثو و(NaPi2a) معا، إلا أنها كانت تتلقى حمية غذائية عالية المحتوى من الفوسفات. وقد ماتت جميع هذه الفئران أيضا بحلول الأسبوع الخامس عشر، مثل فئران المجموعة الأولى.
وهذا يوضح أن ارتفاع مستويات الفوسفات له تأثيرات سُمية على الفئران, ويحتمل أن يكون له تأثير مماثل على غير الفئران من فصيلة الثدييات, بما في ذلك البشر.
وعلق رئيس تحرير مجلة اتحاد الجمعيات الأميركية للبيولوجية التجريبية جيرالد وايزمن على نتائج الدراسة، فقال إن المشروبات الغازية هي المركبة المفضلة لدى ملايين البشر حول العالم لتوصيل الكافيين إلى أجسامهم. ولكنه يصل برفقة راكب آخر هو الفوسفات.
وحذرا وايزمن من أن هذه الدراسة تشير إلى أن انضباط وتوازن كميات الفوسفات في الجسم يؤثر في عملية الشيخوخة, لذلك لا ينبغي الإخلال بهذا التوازن.