تجرى العملية القيصرية في غرفة العمليات. فإذا كانت السيدة الحامل في غرفة التوليد حين يستدعي الأمر إجراء القيصرية فإنها تنقل إلى غرفة العمليات.
يقوم طبيب التخدير بتخدير السيدة الحامل. وقد يستخدم التخدير الموضعي، ولكنه قد يستخدم أيضاً التخدير العام أحيانا إذا استدعت حالة المريضة ذلكً. في التخدير العام تكون السيدة الحامل نائمة ولا تستطيع أن ترى الجراحة أو تشعر بها ولا تسمع أو تتذكر شيئاً.
يمكن أن يعطى التخدير الموضعي عبر الإحصار الشوكي أو فوق الجافية. في التخدير الموضعي، تظل السيدة الحامل قادرة على الشعور باستخراج الجنين ولكنها لا تشعر بالألم.
في التخدير فوق الجافية، يحقن قرب الحبل الشوكي دواء مسكن عبر إبرة أو قثطرة. تظل السيدة الحامل قادرة على الشعور بالدفع ولكن شعورها بالألم يكون أقل بكثير. عند الحاجة يمكن حقن المزيد من الدواء عبر الإبرة أو القثطرة لتخفيف الألم.
من أجل الإحصار الشوكي، يحقن الدواء في الفراغ الممتلئ بالسائل المحيط بالحبل الشوكي. لا تشعر السيدة الحامل بأي ألم في البطن أو الرجلين.
بعد التخدير يجري الطبيب شقين. إذ يجري الشق الأول عبر الجلد وجدار البطن، ويجري الشق الثاني عبر الرحم.
ويكون طول شق جدار البطن حوالي 6 سم. ويقطع الشق الجلد والشحم والعضلات، لكنه لا يقطع الصفاق أو البريتوان، والصفاق هو الغشاء الذي يحيط بالأمعاء وأعضاء الهضم الأخرى. يمكن أن يكون هذا الشق رأسياً أو أفقياً.
إذا كان الشق أفقياً فإنه يدعى بالشق البيكيني. وهو يجرى أسفل البطن قرب خط شعر العانة. ويستخدم الشق البيكيني في معظم العمليات القيصرية لأنه يندمل بشكل جيد ولا يسبب إزعاجاً للأم بعد الجراحة.
يبدأ الشق الرأسي تحت السرة تماماً ويصل إلى فوق عظم العانة. يلجأ الطبيب إلى الشق الرأسي حين يحتاج شقاً كبيراً لإخراج الجنين بسرعة. إن الطبيب هو من يقرر نوع الشق.
بعد إجراء شق البطن يقوم الطبيب بشق الرحم. هناك عوامل عديدة تحدد نوع شق الرحم، منها وضعية الجنين ومدى الحاجة إلى سرعة الولادة. إن الأنواع الثلاثة الشائعة للشق الرحمي هي:
الشق الأفقي المنخفض
الشق الرأسي المرتفع
الشق الرأسي المنخفض
والشق الذي يشيع انتشاره أكثر من غيره هو الشق الأفقي المنخفض. ويجرى الشق الأفقي المنخفض في الجزء الأسفل من الرحم. ويسبب هذا الشق نزفاً أقل من نزف الشق المرتفع. كما أن الشق الأفقي المنخفض يشكل ندبة قوية مما يقلل من مخاطر انفتاح الشق إذا تكررت ولادات المرأة.
وقد جرت العادة في الماضي على إجراء الشق الرأسي المرتفع في كل القيصريات. أما الآن فلا يستخدم هذا الشق إلا في الحالات الطارئة لأنه ينطوي على مخاطر نزف كبيرة. كما أن هذا الشق معرض للانفتاح إذا حملت السيدة الحامل مرة ثانية.
إن الشق الرأسي المنخفض شبيه بالشق الرأسي المرتفع لكنه يكون في منطقة أخفض من الرحم. ويساعد الشق الرأسي المنخفض في توليد الجنين الذي تكون وضعيته في الرحم غير طبيعية.
بعد إخراج الجنين من الرحم، يمسك الطبيب الحبل السري بملقط ثم يقطعه. في الوقت الذي تقوم فيه الممرضات بتنظيف الوليد، يقوم الطبيب بإزالة المشيمة من الرحم.
أخيراً، يغلق الطبيب الشقين. فيخيط شق الرحم بخيوط قابلة للانحلال، دون أن تكون هناك حاجة إلى إزالتها. ويخيط الشق الخارجي بغرزات قابلة للانحلال أو يضع مشابك ليزيلها في وقت لاحق.